الأصدقاء حائرون... ـ عبد القادر فيلالي
بقلم : د. عبد القادر فيلالي – من ولاية تكساس
الأصدقاء حائرون...
الأصدقاء حائرون في طريق فاس تائهون. يرَوْن أكوام الأزبال وتراهم لا يُبصرون. وُضعت غشاوة على أبصارهم كأنهم من غُرف التخذير مُدبرون. تسألهم ما الحال ولما الوهن فيرمقونك مُندهشون. يرون جور الليل والبرد وهم لا يأبهون.
تذرف عين بني مطهر دموع الحسرة وهم لا يأبهون. حال الأهالي في كبد وهم لا يفطنون. كل يبكي حظه في زمان الأفيون. كل ينادي أنا ثم أنا وبعدي الطاعون.
ذهب حُكماء القوم إلى عرافة الحي وهم يأملون. جلست تُقلب أوراقها وتُفجرُ رصاصها وهم يترقبون. قالت يا أبنائي هذه ليست أغنية العندليب ولا الملحون. حالكم يرثى له ولا يتقبله حتى المجنون...إنصرفوا ولا تعودوا إلا وأنتم صاحون..يقول فيكم المتنبي لا الخيل ولا البيداء تعرفكم حتى السيف والبارود منكم براء، هجرتم القرطاس والقلم وإحترفتم الشواء.
يرون أكياس دقيق الفقراء يغتني بها المتلاعبون. خذروهم بائعو الأوهام المتسلطون. في كل موسم حصاد الأصوات هم آتون ويَستدرِجونهُم بكل الحيل و الفنون، وماهي إلا مصيدة يعرفها الصيادون يستخدمونها طُعما للفرائس المنهمكين.
إن الغنى غنى العقل والفقر فقر العقل وأبناء الفقراء ليسوا قرابين، يسهل تقديمهم لمسلخ الدجالين. يوهموننا أنهم أهل العقد والحل المُخولون. لا تنفعنا قناديلكم لدينا نور من رب العالمين
إن لعين بني مطهر عيونا وأفئدة منفيون. أبناؤها الحفاة عائدون ومن تحت الرماد مبعوثون. كسروا أصنام الوهم المتعالون ، طائعين عين بني مطهر وللنداء هم مُلبون...
بقلم : د. عبد القادر فيلالي – من ولاية تكساس
تاريخ النشر : 25-01-2018