عين بني مطهر

عين بني مطهر مدينة مغربية، تقع بإقليم جرادة، الجهة الشرقية للمملكة المغربية، تقع على الطريق الرابط بين وجدة وفجيج، تبعد عن وجدة ب 81 كلم، وعن فجيج ب 300 كلم ،كما تبعد عن الحدود المغربية الجزائرية ب 36 كلم. يمر بها أنبوب الغاز الذي يربط بين حاسي مسعود بالجزائر وأروبا. كانت مـعبرا لا بد منه للقادم من شمال المغرب إلى جنوبه، ومن غرب المغرب إلى شرقه نظرا لكمية الماء الهائلة المتوفرة بها، علاوة على أنها تشكل بوابة الصحراء.

تاريخ


أول ذكر لعين بني مطهر كان في تاريخ إبن خلدون، فبعد عيد المولد النبوي من سنة 774 هـ إنطلق إبن خلدون من بسكرة حيث كان يقيم في طريقه إلى فاس لزيارة السلطان عبد العزيز المريني الذي سمع بمرضه، فوصل إل مليانة وبها وصله نبأ وفاة السلطان وتوليه ابنه مكانه، واصل إبن خلدون طريقه صحبة علي بن حسون والي السلطان المغربي على مليانة ومعهم شرذمة من جند الوالي ترافقهم، إلا أن أبا حمو سلطان تلمسان أوعز إلى بني يغمور من شيوخ عبيد الله من معقل أن يعترضوا طريق الوالي وصحبه ومن بينهم إبن خلدون، فاعترضوهم برأس العين (و يقصد بها عين بني مطهر) من مخرج وادي زا (و يقصد به الوادي الشارف حاليا) فتفرق أصحاب الوالي ونهبهم بني يغمورو شتتوا شملهم ونجا من نجا ومنهم إبن خلدون الذي بقي مسلوبا منهوبا تائها مدة يومين إلى أن التحق باصحابه بدبدو ومن ثم وصل إلى فاس.

كما نزل بها السلطان مولاي إسماعيل بن علي العلوي قبل معركته ضد أتراك الجزائر، وبعد نشوب المعركة انسحبت القبائل الحدودية عن مساندة السلطان العلوي، الذي انهزم أمام الأتراك، وعاد السلطان بعد عامين إلى منطقة عين بني مطهر لينتقم من القبائل التي خذلته أمام الأتراك .

و بعد السيطرة عاى الجنوب الغربي للجزائر من طرف القوات الفرنسية، كانت عين بني مطهر من بين القواعد الخلفية للمقاومين من أولاد سيدي الشيخ الغرابة بزعامة سيدي الشيخ بن الطيب البوشيخي البكري الذي أعلن بداية مقاومته بأول معركة له ضد القوات الفرنسية في 2 مايو 1845م بالمكان المسمى الشريعة (شمال البيض)، شاركت قبيلة المهاية (المتمركزة حالياً في سيدي موسى لمهاية) وبني مطهر في مقاومة الأمير عبد القادر ومقاومة أولاد سيدي الشيخ منذ انطلاقتهما ، وكان سكان عين بني مطهر محل إنتقام من الجيش الفرنسي الذي هاجمهم عدة مرات. ومنذ حملة الجنرال ونفن (Wemphen)على الجنوب المغربي سنة1870م أصبح الإحتلال الفرنسي ينظر إلى عين بني مطهر على أنها القاعدة الرئيسية للمقاومة التي لن يقضي عليها إلا بالقضاء على قاعدتها.

و تحقق له ذلك بعد ما إنطلق في إبتلاع الأراضي المغربية الشرقية سنة 1849م إلى أن وصل إلى عين بني مطهر سنة 1904م فإحتلها المرشال ليوطي وأطلق عليها إسم بركنت Berguent، وهو إسم أمازيغي كان يُطلق على إسم مكان من الوادي الذي بنيت على ضفافه. بعد إستقلال المغرب أصبحت عين بني مطهر قرية بعد أن كان جل سكانها بدوا رحلا. وهي اليوم مدينة يقارب سكانها 15000 نسمة، يتعاطى أغلب سكانها الرعي، ويمتاز نوع غنمها المسماة " بني گيل" بجودة اللحم والصوف

المصدر ويكيبيديا