عبد القادر الفيلالي بكندا: خطاب الملك أكد أن المغرب سيد موقفه في قضية الصحراء
وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء الاثنين، خطابا ساميا إلى الأمة بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء، خطاب جاء في سياق خاص وتابعه عن قرب العديد من المهتمين والمختصين في الشأن السياسي وغيره من داخل وخارج المغرب.
عبد القادر الفيلالي الأستاذ الباحث في جامعة أوتاوا، والمتخصص في العلوم سياسية و في منطقة الشرق الأوسط وشرق أسيا، اعتبر “أن الخطاب الملكي جاء في سياق دولي فريد من نوعه، يحمل دلالات قوية تؤكد على أن المغرب سيد موقفه في قضية الصحراء المغربية”.
وقال الفيلالي في تصريح خص به “برلمان.كوم” إن السياق الدولي مرتبط بحدثين دوليين وهما استفتاء أربيل بكردستان العراق واستفتاء كاطالونيا بإسبانيا”.
وأوضح الفيلالي “نعلم جيدا الخلاصات والنتائج التي آل إليهما كلا الاستفتاءين، مما يعزز جدا مكانة المغرب التفاوضية في المجتمع الدولي.. وحتى بالنسبة للدول التي كانت تتحفظ في التعاطي مع قضية الصحراء، فقد أثبتت بمعطيات ومستجدات أربيل وكطالونيا، أن المغرب في موقع قوة، موقع يجعله سيد موقفه.. كما أن الأمثلة التي أشرنا إليها سالفا لا تجعل المغرب يستجدي الآراء الدولية، بل تعزز موقفه في التعاطي مع قضية الصحراء المغربية”.
ويتابع الفيلالي “مثال أخر يعزز ما قيل، ويهم ما حدث خلال اللقاء الياباني الإفريقي الأخير الذي حاولت فيه بعض دول إفريقيا إقحام جبهة البوليساريو، الأمر الذي رفضته اليابان المدعم التاريخي للوحدة الترابية للمغرب”.
وفيما يخص تعاطي السياق الأكاديمي الدولي مع المسيرة الخضراء شدد الفيلالي على أن “الجامعات الكندية تتعاطى مع حدث المسيرة الخضراء على أنه حدث ليس مغربيا فقط، بل دوليا بشكل تاريخي، حدث يجسد نضج أمة بالكامل.. إذ ورغم أننا تعودنا في المغرب على التعامل مع المسيرة الخضراء بشكل روتيني، وهو ما جعل منها تبدو حدثا عاديا، لكن المتلقي الأجنبي يفاجئ حينما نحدثه عن حيثيات المسيرة الخضراء وكيف شكلت لحظات خطاب 16 أكتوبر 1975 للملك الراحل الحسن الثاني حدثا تاريخيا”.
وأشار الفيلالي على أن “خطاب الملك اليوم تضمن نقطة مفصلية في تاريخ المسيىرة الخضراء تتعلق بخطاب محاميد الغزلان1963، مما يوضح أنه لا يجب أن نجادل في مواضيع أكل الدهر عليها وشرب، الصحراء مغربية، كما أن قضية الصحراء تتميز بموضوعها المركز مما يستدعي عدم الخوض مع شركاء أخرين حولها”.
وأضاف الفيلالي أنه ” في الخطاب وردت كلمات تحمل دلالات، ككلمة لا “نحتاج إلى أي تأويل”، أو اللعب على أوتار بعض القضايا” على سبيل المثال قضايا الانفصاليين، أو حقوق الانسان، لذلك فلا يجب التقوقع في تلك النقاط، لأن هناك مؤسسات دولة مختصة فيها ولها سياستها للتعاطي معها”.
المصدر برلمان.كوم