بنيحي أحمد


بنيحي أحمد

المصدر : رمضان بنسعدون

بنيحي أحمد لاعب و ممثل و إطار تربوي أنحبته عين بني مطهر

منذ أن وعيت عرفت "فران السي العربي" بعين بني مطهر كمكان شعبي يؤمه سكان البلدة خاصة خلال العشر الأواخر من شهر الصيام حيث روائح "الكاطو" تنبعث من بعيد كان إبن السي العربي "مصطفى بنيحي" يدرس معي خلال التعليم الإبتدائي بعبد الواحد المراكشي أم المدارس بالمغرب في العهد الإستعماري و صديقا لي و كنت حينها أعرف بأن أحمد بنيحي لاعب أشبال الظهراء أخوه بحيث رأيته في منتصف سبعينيات القرن المنفلت يقوم بتدريبات بالملعب المحلي تتخللها لقطات أكروباتيكية مبهرة ..

و منذ ذلك الحين إنتقلوا من البلدة إلى وجدة .. و في ليلة تأبين "محمد الروداني ولد المسعود" بدار الثقافة دلني أحد الأصدقاء على الأخ أحمد بنيحى الذي حضر لتعزية الفقيد بمعية أحد إخوته و إلتقينا به و عدنا إلى الوراء للحقبة التي كانت أسرته تقطن خلالها بمسقط رأسه و سردنا حكايات كثيرة عن ذكريات الماضي الذي شهدته عين بني مطهر في فترة يذكر أنها كانت زاهية سميت خلالها بباريس الصغيرة و تذكرنا وجوه و شخصيات كانت تطبع تلك المرحلة من مراحل تاريخ البلدة المعطاء

فأخبرنا بأنه بعد أشبال الظهراء لعب لفريق المولودية الوجدية و الوداد الفاسي و مارس التمثيل و قام بأدوار سينمائية في أفلام مغربية من بينها "هواجس منتصف الليل" بمعية مشاهير الممثلين المغاربة كحسن الجندي و رشيد الوالي و فاطمة خير و غيرهم و شارك أيضا في فيلم متابعة جوهرة النيل الذي هو فيلم "الجوهرة الخضراء" مع الممثل العالمي مايكل دوغلاس و غيرها في وقت أن بعض المشاهد من هذا الفيلم صورت بعين بني مطهر .. و شغل أيضا أستاذ في التعليم بفاس و هو الآن متقاعد يستقر بمدينة الألفية وجدة ..

و في ذات السياق فإن مولاي أحمد بنيحى يعتبر شخصية بارزة و إطار أنجبته عين بني مطهر .. و قد تحدثنا عن إمكانية جلب مخرج أو ممثلين بمقدورهم القيام بتصوير أفلام بعين نبي مطهر إذا توفرت الظروف المواتية مادياً و لوجستيا كأرضية خصبة للصناعة السينمائية و جرنا الحديث لتجسيد عدة شخصيات كانت تؤثث المشهد الواقعي لفترة من الفترات الزاهية لعين بين مطهر خلال خمسينيات و ستينيات القرن المنصرم في أفلام قصيرة كشخصية "علي السيتير" و "الزاكي" و غيرهما في قالب يعيدنا لإستحضار الإرث التاريخي لبلدة عين بني مطهر الذي لا تزال الألسن تلوكه كلما سنحت الفرصة لذلك و التي كانت تعرف رواجا تجاريا كبيرا

بتواجد خليط فاسي، سوسي، تافيلالتي جزائري و من كل الأطياف فضلا عن قبائل المنطقة و من العديد من المناطق كانت تنصهر في بوتقة واحدة كأسرة واحدة رواج تجاري منقطع النظير صناعة الأحذية من طرف اليهود و السروج و البنادق التقليدية و تجارة الصوف و الحياكة و السمن و الكليلة و غيرها تضاهي آنذاك حتى وجدة و الدار البيضاء في وقت كانت حافلة تأتي من مدينة مشرية من الجزائر تربط بين عوائل الجانبين الجزائري و المغربي في صلة رحم بحيث كانت عين بني مطهر ملجأ للمجاهدين الجزائريين ضد الإحتلال الفرنسي ..

تاريخ النشر : 2018/06/30 م