عائشة الكونتيسا .. أو عيشة القنديشة ، مقاومة مغربية من أصول أندلسية


عائشة الكونتيسا .. أو عيشة القنديشة ، مقاومة مغربية من أصول أندلسية

عائشة الكونتيسا .. أو عيشة القنديشة ، مقاومة مغربية من أصول أندلسية قتل المستعمرون الإسبان زوجها و نكلوا بعائلتها فأبت إلا أن تنتقم لهم .

ظلت الروايات المختلفة ترسم صور خاصة عن «عيشة قنديشة»، فهي لا تخرج إلا بالليل، ولا تنام إلا في الغابات، أو بجوار المجاري المتهرئة، ويمكن أن تأكل الثمار والأعشاب والحيوانات وحتى البشر، ولذلك أصبحت «عيشة قنديشة» رمزا حقيقيا لكل أنواع الرعب. متوحشة، وشعرها المنفوش، وقدماها اللتان تشبهان حوافر البغال أو الحمير، وعنقها المزين بمنقار الفيل، وبذيل أقرب إلى ذيل الكلاب السوداء... هكذا هي «قنديشة» في العرف وفي الثقافة وفي الحكايات والتمثلات، فما رأيكم أن في هذه الصورة الكثير من التجني والمغالاة .

التاريخ الحقيقي إما أن تُكتب كل حقائقه أو يُترك جانباً، أما عدا ذلك فإنه يكون معرضا للأخطاء والأكاذيب والتضليل أحيانا، وهو ما حدث في قصة «عيشة قنديشة».
«قنديشة» بتلك الصورة التي رُسمت في تمثلات الثقافة الشعبية خاطئة تماما، إنها السيدة الحرة التي حكمت شفشاون بشمال المغرب ، إبنة أمير شفشاون علي بن موسى بن راشد، وشقيقة وزير، وزوجة حاكم تطوان محمد المنظري، ثم زوجة السلطان أحمد الوطاسي فيما بعد.

كانت تعمل في الصباح في الحياكة و الخياطة و تعليم الفتيات القران في منزلها و في الليل تتحول عائشة الى وحش كاسر تصطاد جنود الإستعمار الإسباني و تنكل بهم أشد تنكيل ، و كانت ترتدي رداء أبيض و تغطي وجهها برداء أسود حتى ظن الجنود الإسبان أنها جنية وليست من البشر .

و كانت تتصيد الجنود الإسبان على جوانب الطرقات و في ظلام الليل الدامس و يقال أنها تستعمل كلاب مدربة للفتك بالجنود الإسبان و سحبهم الى الوديان ثم تقوم بتقطيع أوصالهم ليكونوا طعاما لكلابها .

تاريخ النشر : 2019/12/17 م