من ذاكرة عين بني مطهر
المصدر : رمضان بنسعدون
أحمد بلغازي الجُندي العاشق لكرة القدم و العربي بنمبارك و جريدة لوبينيون ( مزيد و منقح )
المرحوم أحمد بلغازي الداودي أحد رجال بني مطهر الأفذاذ اللذين سارت يذكرهم الركبان هاجر إلى فرنسا عن طريق الجزائر ابان الحرب العالمية الثانية عبر باخرة إمتطاها من مرسى وهران بعد أن إختبأ على متنها ليصل إلى مرسيليا و هو لا يزال طفلا صغيرا، هناك عمل بعض الوقت بأحد المقاهي ثم ما لبث أن إنخرط ضمن الجيش الفرنسي في أربعينيات القرن المنصرم ، ليشارك في حرب فرنسا ضد الإحتلال الألماني و دخل في أكثر من مرة إلى التراب الألماني
متنكر عبر القطار ثم عاد مرات إلى فرنسا أثناء خدمته العسكرية و لما احتاجته في تلك الفترة فرنسا للمشاركة في حرب الهند الصينية أختير ضمن الفيالق التي ركبت البحر بإتجاه شبه الجزيرة الهندية . و بالرغم من أن الجندي يشارك في حرب ما فقد يتعرض لرشاقات رصاص لكنه يبقى على قيد الحياة إلى أن يشاء الله و ذاك ما حدث للجندي أحمد بلغازي لما وجد وجها لوجه مع جندي صيني فأفرغ الأخير بندقيته بأكملها أفلت من موت محقق لكنها اصابته لتكسر ضلوعه و لما كتبت له الحياة كانت بحوزته رصاصة واحد في بيت نار بندقيته فقضى على الجندي الصيني فتم علاجه كما قيل بضلوع ذهبية مكان تلك التي تكسرت عن طريق رشقات من آرصاص.
كان أحمد بلغازي خلال تواجده بفرنسا يطلب من رئيس الثكنة أن يدعه يتفرج على الحاج العربي بن مبارك في أي مباراة كرة قدم يخوضها مع فريقه فكان له ذلك. و لما عاد من رحلته الطويلة إلى بلدته عين بني مطهر حكى لنا بأنه كان رئيسا لأشبال الظهراء و كان لدى الفريق آنذاك هجوم اسود نكاية على ثلاثة مهاجمين منهم زغيدة و نونو و آخران ذوو بشرة سمراء و ذكر رحمه الله بأنه كان يأتي بالدعم للأشبال من مصطفى بلهاشمي من كرات و أقمصة لصداقته به ، و لما توفي الأخير حزن عليه بلغازي أحمد كثيرا. رحمه الله أبناءه كلهم كانوا لاعبي كرة قدم مرموقين عبد الرزاق ، بوعزة ، عباس و بلغازي ..
أما إبنيه عبد القادر و عزالدين الأخير الذي يذكر انه كان محبوبا من طرف الراحل أحمد بلغازي لشدة الشبه بجده بلغازي الذي عمر 125 عاما ،
و يقول عز الدين بأن أباه كان دوما يُرافقه إلى ملعب عين بني مطهر و الذي بناه و أسسه أحمد بلغازي و الذي من الممكن ان يسمى بإسمه ليبقى خالدا كرمز من رموز الرياضة بعين بني مطهر و كان عز الدين برفقته و أنه هو من قام بقياسه و وضع قوائم و اطاري مرميي الملعب و يذكر بأن أحمد بلغازي عشية جمع نادي أشبال الظهراء و وضع خطة اللعب للمبارة يشدد على اللاعبين بالإنتصار و إذا ما تم الفوز فأن عناصر الأشبال يتعشوا بلحم الغزال الذي كان يقوم أحمد بلغازي بإصطياده من الظهراء التي كانت تعيش قطعان لا يستهان بها بالظهراء لكنها إندثرت للصيد العشوائي و الجائر ..
و ذكر عز الدين بأن بلغازي طلب نادي باري سان جيرمان الفرنسي بأقمصة لنادي أشبال الظهراء الذي كان يديره فكان لهم ذلك ..و كان بلغازي رئيسا أيضا لنادي سيدي بوبكر ضاحية تويسيت نهاية الحقبة الإستعمارية قبل أن يَترأَسَ نادي أشبال الظهراء ..
* ملحوظة: الصورة الأولى تَعود لعام 1966 بفرنسا
ـ و الثانية لأحمد بلغازي و إبنه بلغازي مع فريق حي الزياني ـ
و الثالثة الغزال الذي كان يصطاده أحمد بلغازي و يُعَشي بهِ عناصر الأشبال عِند الإنتصار..