بلدتي ( عين بني مطهر )

إشتد الحزن وإبيضت عيناك.. و أصبحت عجوزا نال الهم من محياك ...تلاشى الزهر الأبيض و عباد الشمس والصنوبر وتناثرت السنابل جنب الوادي ...

يا الله على رائحة نعناع سهب الغار والعين ورائحة اللفت والبطيخ أما طاجين بالنعجة من يديك أشهى ما تصنعين ..
شوارعك أيام عيد العرش مازالت بذاكرتي يزينها الأمان والنظام والمتلجات ... تطايرت الفرحة منك والعصافير من على أشجار التوت .....وأمي وجاراتنا بأحلى الحياك إلى ضريح سيدي براهيم راجعون ...

ما أشهاكي في الأعياد والمواسم والربيع .... كل الناس أهل بعض أهل مروؤة وعنفوان .. منك خرج الشعراء والفنانون وأهل القرار من ينسى همة بن جلول ... وشعر بومدين المطهري ... وسلطة عبد الكريم ...

وعزة أحمد بن عبد النبي جدي المغفور الذي كان يستقبل في بيته الوزراء ويصادق أهم الشخصيات ...ثم شجاعة الحاج بن الطاهر الذي كانت بندقيته لا تفارقه ..... اه .. تغنت قبائلك كرماً حتى تداولت خارج البلاد ...يا من تنامين على الحياة وأنت بلا حياة ...نجودك العليا إستقامت على بحر هو الثاني أفريقيا وعالميا ...لحومك الحمراء ثروة لو إستثمرت لجادت ذهبا ....

اليوم أراك إنحنيت أمام الضالين والضالمين ...ضاع منك ما ضاع من ملايير المكعبات المائية نتيجة السقي الغير معقلن والغبي .. أنسكبت البطالة وشربنا الفقر ...آلاف الهكتارات من الأراضي السلالية معروفون أصحابها ومسيروها ذئاب ... تنتظر حلا من نواب أحدهم هرب وأخر مفقود إلى الأن .... شبابك نصفه جيد درس وحصل على أعلى شهادات لكنه هج بلا عنوان . وأخر سكر بدون ملاهي للخمر وأحب طعم الريكار الفاسد النتن .... أما الأسياد أصبحو تجار مخدرات تعالت بناياتهم و حماماتهم و أصبحو سلاطين البلاد دوو بيوت معمورة وصدقات ..

قبل اليد ونل أحسن الخراف .... أما الڭرابة فمومساتها تحاذفت من كل الجهات و أصبح زبناؤها رجال شرطة ياسلام ..... أما الرضع فقد أخدت الكلاب من لحومها نصيبها وتركت الأخر بجنب سكة الحديد ... تعددت جرائمك أصبحت مافيوية وتدبيرها غامض وخطير ... أما حكامك ألفو الخنوع أمام المال الحرام وذل وجوهم تكفي كتعليق.

لكني مازلت أرى فيك صبرا طويل وسكرات من الألم وجبل من الدمع لو سال لبدل القوم و الأرض في وقت وجيز .. أدعو لكي بلدتي أن يمسح الله عنك الغبار و الغم و الجهل والكدر وأن يضحك لكي القدر وتظهر أوراق التوت و أصنع من الكالبتوس عقدا جديدا يجلب الحظ والخير الكتير.....