القاعات السينمائية بوجدة .. فضاءات للترفيه والتثقيف طالها الإهمال


القاعات السينمائية بوجدة .. فضاءات للترفيه والتثقيف طالها الإهمال

المصدر : عبد القادر كترة

القاعات السينمائية بوجدة .. فضاءات للترفيه والتثقيف طالها الإهمال

هجرها روادها وتحولت إلى أطلال تسيل لعاب «لوبي العقار»

10 قاعات للسينما بوجدة تضم أكثر من 7 آلاف مقعد سينمائي طالها التخريب، بعد أن هجرها روادها وتحولت بعد هدمها إلى محلات تجارية تستقبل روادا من نوع آخر، ولم يبق منها إلى صور ذكريات من الزمن الجميل بمدينة وجدة، كانت إلى وقت قريب فضاء للترفيه والتثقيف والتربية على الفن السابع والإطلاع على حضارة الآخرين، من خلال الأفلام والأشرطة التي كانت تعرض فيها على شاشتها، دون الحديث عن رواد المسرح الذين بصموا على خشباتها عبر عروض مسرحية محلية ووطنية وعالمية بلغات الحريري وموليير وشكسبير.

ظهرت أول قاعة سينمائية بمدينة وجدة خلال فترة الثلاثينات من القرن الماضي أثناء فترة الإستعمار الفرنسي، بالقرب من المقبرة الأوربية «قبور النصارى» وكانت تشتغل بمحرك الكهرباء بإستعمال مادة البنزين، ولعل من الأسباب التي جعلت هذه القاعة السينمائية تنمحي من ذاكرة سكان المدينة كونها لم تعمر طويلا، ولم تستقر على إسم معين، حسب ما توصل إليه بحث ميلود بوعمامة، باحث ومهتم بالفن السابع.

قاعة سينمائية أخرى ظهرت بطريق مراكش وسط المدينة، وكانت عبارة عن «كراج» قام بتشييدها أحد الجزائريين يدعى «ولد المروكية» نسبة لأمه التي كانت تحمل الجنسية المغربية، إذ كان هذا «الكراج» يضم 40 كرسيا خشبيا، أما الشاشة فكانت عبارة عن جدار مصبوغ بالأبيض، تعرض فيها الأفلام الصامتة «لشارلي شابلن» إضافة إلى أفلام «الويسترن» ثم بعض الأفلام المصرية الكلاسيكية التي بدأت تغزو الساحة السينمائية في تلك الفترة، ومن جهة أخرى فقد كانت تعلق الملصقات على ظهر أحد العمال ويتجول بها داخل المدينة ليشاهدها الناس، أو كانت هذه الملصقات تحمل في عربات مجرورة بواسطة الحمير، إذ كان صاحب العربة يقوم بجولة في مختلف أرجاء المدينة لإشهار الأشرطة السينمائية التي كانت تعرفها قاعة العرض آنذاك.

السينما الإستعمارية.. من الترفيه إلى الترويج

لجأ المعمر الفرنسي إلى بناء وتشييد مجموعة من القاعات السينمائية بوجدة، شأنها شأن باقي الحواضر المغربية، وكانت تعرض العديد من الأفلام السينمائية والأشرطة، موجهة أساسا إلى الجمهور الفرنسي والأجنبي المقيم بالمدينة، إذ كانت الإدارة الفرنسية تهدف من خلال هذه العملية إلى الترويح عن النفس بالنسبة للرعايا الأجانب، والعمل على إندماجهم في محيطهم .

ومع توالي الأيام لم تعد القاعات السينمائية تقتصر على الرعايا الأجانب، بل أصبح الأهالي يقبلون عليها بشكل ملفت للنظر، وهو ما دفع بالمستعمر الفرنسي إلى إستغلال هذه الظروف لصالحه، من أجل توظيف هذا الفن في عصرنة المجتمع والعزف على بعض الأوتار الحساسة التي تخدم أجندته وأطماعه الإستعمارية، من قبيل الدفع بالشعب المغربي إلى عدم التفكير في المقاومة التي كانت في أوجها أثناء تلك الحقبة الزمنية، فكانت فرصة ومناسبة مواتية للفرنسيين من أجل تمرير مجموعة من الرسائل التي تخدم مصالحهم «الكولونيالية» بالمغرب، من خلال عرض مجموعة من الأشرطة السينمائية التي تم تصويرها في مختلف المناطق المغربية .

ومع مرور الوقت، وفي ظل التزايد المستمر والإقبال المكثف على القاعات السينمائية من طرف الأهالي، غير المعمر الفرنسي نظرته، إذ تحول التفكير فيما هو سياسي وثقافي إلى التفكير فيما هو إقتصادي ومالي، من خلال المكاسب والأرباح المادية التي أصبح يحققها القطاع نتيجة الأموال الطائلة التي بدأت تجنيها القاعات السينمائية، من جراء الكم الهائل من الأهالي الذين بدؤوا يقبلون على الأفلام والأشرطة السينمائية، التي يتم عرضها بشكل ملفت للنظر، الأمر الذي دفع بالعديد من المستثمرين الفرنسيين إلى إستغلال هذا الوضع لصالحهم من أجل تطوير هذه التجارة، التي بدت جد مربحة بالنسبة للمستعمر.

مع بداية فجر الإستقلال وفي الوقت الذي بدأ فيه المعمر يغادر المدينة ونظرا للموارد المالية المهمة التي كان يجنيها القطاع، دفع بالعديد من الأسر الوجدية الميسورة التفكير جليا ومليا في الإستثمار في هذا المجال الحيوي منها من قامت ببناء وتشييد قاعات جديدة، ومنها من أعادت ترميم القاعات التي تركها المستعمر الفرنسي عند خروجه من المدينة.
وجدة تعيش أفول تاريخها

أعلن الناقد السينمائي فريد بوجيدة لعشاق السينما بوجدة الحداد على هدم آخر ما تبقى من الزمن الجميل، حيث «نعيش الآن أفول التاريخ المشرق للمدينة، ها هي الآن تنمحي سينما باريس من الخريطة، كما إنمحت سينما النصر وكوليزي والمعراج، والفتح والمغرب وغيرها من المعالم الثقافية للمدينة «.

وذكر بوجيدة بإختفاء قبل عشر سنوات، «الكونسرفاتوار» الذي كانت تنشط داخله كل الجمعيات والنوادي الثقافية، المهتمة بالمسرح والرسم والموسيقى، والقراءة .
«من يتذكر سينما باريس وسينما السبت وفن المشاهدة الجماعية، والفرجة المشتركة، أفلام وأفلام وعروض لا تتوقف من يوم الاثنين إلى الخميس ثم الجمعة والسبت والأحد، يقول بوجيدة، هكذا كنا نحسب عدد الملصقات خارج القاعة، وداخلها كنا ننتظر إشتغال آلة العرض السحرية، ظلام ثم شعاع من الخلف، وصمت وإندماج كلي في الفيلم، الذي يحلق بعيدا في سماء الأحلام، في إتجاه لا محدودية النجوم كما عبر على ذلك إدغار موران».

وتساءل الناقد السينمائي عن أي مستقبل للمدينة بالمفهوم الحديث للكلمة، بدون أماكن للفرجة الجماعية التي لا يمكن تعويضها أبدا، وأي عمران لشيء يتوسع أفقيا وعموديا بدون روح الثقافة والفن والفرجة، داعيا في الوقت نفسه، إلى التعبير بكل شجاعة عن رفض هذا التعدي على الشاشات الكبرى، وجعل المواطن يختفي بعيدا، من أجل فرجة فردية باردة وأنانية، «علينا رفض التخفي والإنزواء وراء ما يسمى بالشاشة الفردية، علينا أن نعيد شاشات أخرى، لعودة السينما، فن المشاركة، لننير الظلام من جديد، هذا مطلب حداثي بإمتياز..».

قاعات إختصت في عرض نوع من الأفلام
ظلت القاعات السينمائية في المغرب كما في سائر أنحاء العالم خلال القرن الماضي، فضاءات للمتعة والفرجة والثقافة، من خلال العروض المتميزة لجميع أنواع الأفلام، والمتوجهة لفئات ومستويات مختلفة، إذ كانت تعرض بعض القاعات أنواعا خاصة من الأفلام، وتستقبل نوعا معينا من الجمهور مع بعض الإستثناءات.
وسجل المخرج السينمائي خالد سلي إختصاص قاعات الفن السابع الوجدية في عرض نوع من الأفلام للإحتفاظ بنوع من رواد السينما، فإختصت سينما النصر مثلا في الأفلام الهندية لدرجة أن بعض المتفرجين المواظبين على الدخول إلى هذه القاعة، كانوا يتقنون الحديث باللغة الهندية، ولا يكفيهم أن يشاهدوا الفيلم مرة واحده، بل يشاهدوه لمرات ومرات حتى يتم حفظه.

سينما كوليزي لم تكن تنافسها أية قاعة في أفلام الحب الأجنبية، وقد كان لها جمهورها، يضيف خالد سلي، أما سينما فوكس فقد كانت تأخذ من الصنفين الهندي والإروتيك، وسينما الملكي، كذلك التي إختصت في فترة من الفترات في الأفلام العربية، ثم غيرت عروضها نحو الأفلام الأجنبية بتنوعها، وتحولت إلى أفلام «الإروتيك «.

وقد تميزت سينما «باريس» بعرضها لأرقى الأفلام الأجنبية الأمريكية والإيطالية خاصة، ثم حديثا الأفلام المغربية، كما كانت سينما المعراج وفية لأفلام العنف «الكاراتي» خاصة أيام عهدها الذهبي مع «بروس لي» وقد كانت أفلام «الويستيرن» وأفلام «شارلي شابلين» تعرض في كل القاعات القديمة، قبل موجات أفلام «الكاراتي» والأفلام الهندية، وحتى نكون أمناء لا بد أن نتذكر أن سينما الفتح وسينما المغرب، كانتا تعرضان الأفلام حسب الموجات، وحسب نظام العرض والطلب.

تطور التكنولوجيا وتدهور السينما
عرفت مدينة وجدة بناء أكثر من 10 قاعات سينمائية، لكن مع أواخر القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، أغلقت أبوابها وتحول بعضها إلى عمارات وإقامات سكنية أو إلى أطلال، نتيجة الركود والسكتة القلبية التي أصابت القاعات السينمائية بالمغرب، من جراء التطورات الحديثة التي عرفتها تقنيات التواصل في الميدان السمعي البصري، وتناسل قنوات فضائية متخصصة في عرض الأفلام، إضافة إلى موجة الأقراص المضغوطة الحاملة لمختلف الأشرطة وألعاب الفيديو.

«أصبحت مشاهدة فيلم مضغوط على شريط فيديو، أو قرص، عملية بسيطة وسريعة، فالفيلم الذي ينتج بملايين الدولارات، أصبح من الممكن مشاهدته مقرصنا ببعض الدراهم وفي زمن قياسي» يقول السينمائي خالد سلي» ثم يضيف قائلا « عندما يعرض الفيلم في أمريكا، بعد شهر أو أقل، يمكن مشاهدته في المغرب وفي جميع أنحاء العالم بصورة رديئة حقا، ولكن بسرعة فائقة».
ومع إستمرار الثورة التكنولوجية والمعلوماتية، وظهور «يوتوب» و»فيسبوك»، أصبح من الممكن مشاهدة أي فيلم في المنزل أمام الحاسوب الشخصي، مما عمق أزمة قاعات السينما في العالم بأسره، كما أن بإمكان المرء مشاهدة الفيلم الذي يريده على هاتفه النقال أينما حلّ وإرتحل.

وهكذا، بدأت القاعات السينمائية في المغرب كما في باقي بقاع العالم تتساقط الواحدة بعد الأخرى، في فيلم درامي مؤثر، من إنتاج الشركات الكبرى للعقار والربح السريع، تحت إدارة مخرجين لا يشتغلون بالفكر والفن، بل بالمال والإسمنت والحديد، بدون ممثلين ولا كومبارس، إلا أطياف أولئك المرتادين القدامى والذين لم يبق لهم، إلا الفلاش باك الخاص بكل قاعة على حدة، يحمل ذكريات أجيال وأجيال، وبقايا أغنيات لأفلام، وممثلين، «كنا نعشقهم، ونراهم الآن على وسائط أخرى، لكن، لم يعودوا بتلك الحميمة، التي كنا نحس بها آنذاك في القاعات السينمائية».

تطورت السينما ولم تتطور القاعات
يرى إلياس أحد الشبان الباحثين الجامعيين المولعين بالفن السابع، والمتتبعين لأحدث الأفلام العالمية أن أسباب أفول السينما بوجدة وجل المدن المغربية، وعزوف رواد الفن عن التوجه على القاعات، وإندثار العادات والتقاليد التي كان أجدادنا وآباؤنا يحافظون عليها كلما قرروا حضور نشاط فني أو ثقافي، سواء لمشاهدة فيلم في قاعة السينما أو مسرحية أو ندوة من الندوات أو عرض للوحات فنية، تعود إلى رداءة الأفلام والأعمال المسرحية المعروضة والبنية التحتية للقاعة وعجزها عن مسايرة تطور هذا الفن والإستجابة لمتطلبات الرواد. كانت للآباء والأجداد طقوس وإستعدادات لحضور هذا النشاط، تبدأ باللباس وتنتهي بالمناقشة وتدوين تقارير في كتيبات خاصة.

لم تعد قاعات السينما تلبي حاجيات الرواد الذين كانوا يتهافتون عليها لمشاهدة فيلم من الأفلام، ويتزاحمون أمام الصناديق للظفر بتذكرة، بل حتى في السوق السوداء، بحيث تقادمت البنيات التحتية وتهالكت، ولم يعد لأربابها رغبة في تطويرها، لأن همهم الوحيد هو المداخيل وبأي وسيلة كانت، لجلب المشاهدين وبيع أكبر عدد من التذاكر، في ظل غياب ثقافة سينمائية ومسرحية لدى الأطفال والتلاميذ والطلبة.
قاعات هجرها رواد الفن الحقيقيين بعد أن أصبحت تعرض أفلاما رديئة وإباحية، لا تمت للمجتمع المغربي بأي صلة، وأصبحت تستقطب مراهقين ومراهقات همهم الوحيد الإختلاء ببعضهم البعض، بعد رفع الستار...

وتساءل الشاب عن عدم التفكير في إبرام إتفاقيات مع المراكز الأجنبية لعرض أفلام ثقافية وعلمية لتنمية قدرات المتعلمين والمهتمين، وتربية الذوق في مجال الفنون والعلوم وتعليم اللغات الأجنبية، وإن كان في إستراتيجية المسؤولين مشروع بناء قاعات على غرار «ميغاراما» ببعض المدن المغربية، لبعث روح جديدة في الثقافة السينمائية.
قاعات تحولت إلى أوكار للفساد
إستنفرت مصالح الأمن الولائي بوجدة عناصرها، مساء الخميس 12 شتنبر الماضي، وحاصرت إحدى قاعات السينما بمقربة من ثانوية عمر بن عبد العزيز، في إطار حملات تمشيطية لمحاربة الدعارة في بعض الشقق التي تحولت إلى أوكار فساد.

عملية ناجحة أتت بعد إستنكار المواطنين القاطنين بمقربة من السينما، والمرتادين للمقاهي المجاورة لهذه الظاهرة الأخلاقية المشينة، التي مست شباب المدينة، وأسفرت عن ضبط حوالي 40 مراهقا ومراهقة يشكلون أزواجا من خليل وخليلة، أغلبهم تلاميذ وتلميذات ، لا تتجاوز أعمارهم 18 سنة في أوضاع جنسية، وإغلاق القاعة بصفة نهائية.
تم إقتياد المراهقات والمراهقين من قاعة السينما، إضافة إلى 3 مستخدمين بالقاعة نفسها، إلى مقر الديمومة بولاية أمن وجدة بالشارع نفسه، الواقعة على بعد عشرات الأمتار، على متن 3 سيارات للتحقيق معهم وتحديد علاقات بعضهم بالبعض، حيث أنجزت لهم محاضر في النازلة، قبل أن يلتحق بهم أولياء أمورهم لمتابعة تطورات الحادث.

السينما المذكورة التي كانت تعد من أجمل القاعات بالمدينة، بحكم تاريخها والأنشطة المسرحية والفنية والمهرجات التي إحتضنتها، وكبار الفنانين المغاربة والأجانب الذين إعتلوا خشبتها، أغلقت أبوابها، وراجت في شأنها أخبار حول تحولها إلى وكر يلجه القاصرون لأغراض منافية للأخلاق، بحجة تتبع أشرطة سينمائية.
قاعات السينما بوجدة ذكريات على صور
كانت مدينة وجدة تتوفر على عدد من القاعات السينمائية، لم تكن تتوفر في غيرها من المدن، التي تم بناؤها في بداية الثلاثينات حتى نهاية الثمانينات، بل كانت إحدى بلداتها تفتخر بإحتضانها لأول قاعة سينمائية، والتي شيدت في الثلاثينيات من القرن الماضي، أثناء فترة الإستعمار الفرنسي، وكانت تسمى »باريس الصغيرة» (Le Petit Paris) وأغلقت أبوابها في بداية السبعينات.

وجدة المدينة الألفية التي تتوفر على أقدم مدرسة إبتدائية في المغرب (مدرسة سيدي زيان سنة 1907 قبل بداية الحماية) وأول ثانوية (عمر بن عبد العزيز سنة 1915) وأول محطة للقطار (سنة 1910)، كانت تحتضن إلى وقت قريب 9 قاعات للسينما، كما وثّقها الباحث في السينما والمهتم ميلود بوعمامة، أمحت 7 قاعات من الوجود، منها سينما «المغرب « التي كانت تحمل في البداية إسم ريكس، أسست سنة 1932 وكانت تضم حوالي 650 مقعدا وأغلقت أبوابها سنة 1984 وتعود ملكيتها لعائلة لعلج، وتوجد بالقرب من باب الغربي الشهير بالمدينة.
سينما كوليزي، أنشئت سنة 1934، وتعد من أصغر القاعات السينمائية بوجدة، إذ لا يتعدى عدد المقاعد الموجودة بها 300 مقعدا، وتعود ملكيتها لعائلة لعلج، فقد أغلقت بدورها أبوابها في الآونة الأخيرة،

ثم سينما باريس التي بنيت سنة 1936، وكانت تحمل في البداية إسم «ريالطو» قبل أن تتعرض لحريق وتتغير معالمها وإسمها، وأصبحت تحمل إسم سينما «باريس» إذ تتوفر على أكبر قاعة سينمائية بالمدينة، وتضم أكثر من 900 مقعد، وتعتبر من أحسن القاعات السينمائية بوجدة، وتعود ملكيتها لعائلة الراضي، وسينما فوكس التي تم تشييدها سنة 1940، وكانت تضم قاعة تحوي حوالي 650 مقعدا، وتعود ملكيتها لعائلة بوشنتوف، وأسست سينما المعراج سنة 1951 وكانت تضم حوالي 600 مقعدا، أغلقت أبوابها سنة 1995 وتعود ملكيتها لعائلة الراضي، أما سينما النصر فتم بناؤها سنة 1960 وكانت تضم حوالي 800 مقعد، أغلقت أبوابها خلال الآونة الأخيرة، إذ تم هدمها في نهاية التسعينيات ومازالت الأشغال جارية بها لتتحول إلى محلات تجارية ودور سكنية وتعود ملكيتها لعائلة لعلج،

وسينما الفتح التي كانت توجد بطريق بودير كودان سابقا وقد بنيت في سنة 1969 وكانت تضم حوالي 650 مقعدا، ولم يمر على إفتتاحها إلا سنة واحدة ليطالها الإغلاق وكانت تعود ملكيتها لعائلة تدعى فاصلة.
سينما الملكي بنيت سنة 1975 وتضم حوالي 900 مقعد، وتعتبر من أكبر وأجمل القاعات السينمائية بوجدة، مازالت مفتوحة، وتعود ملكيتها لعائلة لعلج، وكانت سينما الريف آخر قاعة تم بناؤها بمدينة وجدة، وكان ذلك سنة 1985 ولم تعمر طويلا، إذ أغلقت أبوابها سنة بعد إفتتاحها أي سنة 1986.

مسرح محمد السادس بوجدة
من أهم المشاريع الثقافية مشروع مسرح محمد السادس الذي من المنتظر أن يكون جاهزا نهاية 2014، بغلاف مالي يقدر ب35 مليون درهم.
يهدف المشروع إلى إثراء المشهد الثقافي لمدينة وجدة والإهتمام بقطاع الثقافة والفنون، من خلال تقوية البنيات التحتية الثقافية، وتشجيع المواهب الإبداعية خاصة في صفوف الشباب. ومن شأن هذا المسرح، الذي يعد فضاء سوسيو ثقافيا بإمتياز، تحسين ولوج سكان مدينة وجدة إلى بنيات التنشيط الثقافي والفني، بما ينطوي عليه ذلك من تطوير للإمكانيات الفكرية والقدرات الإبداعية .

ويروم هذا المشروع، الذي سيمتد على مساحة 6500 متر مربع منها 4900 متر مربع مغطاة، تمكين مدينة وجدة والجهة الشرقية عموما من قطب خاص بالترفيه والتنشيط الثقافي والفني، قادر على إحتضان التظاهرات الثقافية الكبرى الوطنية والدولية. ويتم تشييد المسرح، الذي تبلغ طاقته الإستيعابية 860 مقعدا، بساحة «ثالث مارس» في إطار مشاريع محور تعزيز المرافق الثقافية والرياضية لبرنامج التأهيل والتجديد الحضري لمدينة وجدة.

ويضم المسرح البلدي قاعة للكواليس وغرفا مخصصة للفنانين وثماني ورشات وقاعة لضيوف الشرف وأربعة مداخل ومرافق أخرى. ويساهم في إنجاز هذا المشروع الكبير، الذي كان من المفروض أن تنتهي الأشغال به في سنة 2012، كل من وزارة الداخلية (المديرية العامة للجماعات المحلية)، ووزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، ووزارة الثقافة، والجماعة الحضرية لوجدة، وشركة التهيئة العمران بوجدة.

وأد مهرجان الفيلم المغاربي لم تستطع وجدة المدينة الألفية وبوابة المغرب العربي الكبير، أو لم يرد أصحاب الحلّ والعقد الحفاظ على مولودها الجديد الذي وضعته خلال شهر يوليوز من سنة 2005 وعجز المنظمون عن إرساء أسسه كما وعدوا بذلك في الحفل الأخير من دورته الأولى والأخيرة واليتيمة أمام كبار السينمائيين المغاربيين. لقد تم وأد مهرجان الفيلم المغاربي بعد تأجيله لعدة مرات، رغم الوعود التي قدمها المنظمون، وضدا على الآمال التي عبر عنها المشاركون.

وكان جميع المتدخلين من مختلف الفنانين المغاربيين ورئيسة التحكيم الإسبانية المخرجة بيلار طافورا أجمعوا على نجاح مهرجان الفيلم المغاربي في دورته الأولى التي أقيمت بمدينة وجدة من 18 إلى 23 يوليوز 2005، ونوهوا بالمبادرة وعبروا عن ضرورة دعمه والتزموا جميعا بالعمل على إستمراريته، وإعتبروه لبنة مهمة في بناء المغرب العربي الكبير. كما تقدم السينمائيون المغاربيون في ختام المهرجان بعريضة طالبوا فيها بضرورة ترسيم المهرجان بمدينة وجدة بوابة المغرب العربي الكبير.

جاء قرار إرجاء الدورة الثانية لمهرجان الفيلم المغاربي الذي كان من المفروض أن ينظم خلال شهر يوليوز 2006، لتزامنه مع الدورة الأولى للمهرجان الدولي الكبير لموسيقى «الرَّاي» التي تقرر تنظيمها أيام 4 و5 و6 من شهر غشت من السنة نفسها، وتم إلغاؤها بسبب العدوان الصهيوني الغاشم الذي تعرضت له لبنان. وبعد ذلك تم تأجيل الدورة السينمائية، على أمل تنظيمها في أفق صيف سنة 2007 ، ثم إلى شهر دجنبر من السنة نفسها، بعد الانتخابات ومباشرة بعد مهرجان مراكش، وقبل نهاية 2007 ثم لا شيء يذكر بعد ذلك وطواها النسيان، اللهم الإهتمام الذي تم إيلاؤه لمهرجان الراي.

********************************************

قيل كذلك

قاعات السينما بوجدة ذكريات على صور

كانت مدينة وجدة تتوفر على عدد من القاعات السينمائية، لم تكن تتوفر في غيرها من المدن، التي تم بناؤها في بداية الثلاثينات حتى نهاية الثمانينات، بل كانت إحدى بلداتها تفتخر باحتضانها لأول قاعة سينمائية، والتي شيدت في الثلاثينيات من القرن الماضي، أثناء فترة الإستعمار الفرنسي، وكانت تسمى»باريس الصغيرة» (Le Petit Paris) وأغلقت أبوابها في بداية السبعينات.

تاريخ النشر: 03-03-2014 م