كيف إستتبَّ الإحتلال لفرنسا بالمغرب إنطلاقا من عين بني مطهر
المصدر : رمضان بنسعدون
كيف إستتبَّ الإحتلال لفرنسا بالمغرب إنطلاقا من عين بني مطهر في 14 يونيو 1904
تدخل عين بني مطهر ذكراها 114 على إحتلالها من قبل فرنسا في 14 يونيو 1904 بعد أن كانت عيونها شاخصة على المنطقة في العام 1875 في جولة إستطلاعية جوية بقيادة هنري قبل 8 أعوام من سقوط المغرب تحت حماية فرنسا إنطلاقا من عين الصفراء الجزائرية و بعد ذلك تمكنت فرنسا من إثبات وجود مهابتها بكامل الربوع الشرقية .. و إحتلال وجدة في العام 1907 . لكن في التاريخ ببلادنا لم يذكر هذا الإحتلال أبداً إلا من خلال سردي أنا عبد ربه لتاريخ هذه البلدة ..
يذكر أحد أبناء عين بني مطهر القدامى بأن بنو مطهر جرْياً كعادتهم أنهم يرعون أغنامهم بحوض أوزين و وادي الشارف بمنتهى الحرية بمنأى عن الفضاءات التي كانت ترتادها علوج المحتل الفرنسي بيد أن إجراأت الحيطة و الحذر و التوجس تظافرت تحسبا للأنباء المرتبطة بالفتن الداخلية ما ينبغي مواكبة الرعي بإرفاق فرسان لحراسة الغنم كان هذا في أعقاب إستحواذ القافلة التي قادها بركنت برئاسة الجنيرال اليوطي الذي أوفدته فرنسا لإحتلال عين بني مطهر إنطلاقا من عين الصفراء في العام 1904 ..
و في أعقاب تغلغل القوات الفرنسية على محيط البلدة انتاب بعض أبناءها توترا للأعصاب في نفوس بني مطهر فاغتيل الجندي" شابر" من المرتزقة في 25 مارس 1905 ، تم العثور على جثته مسجى غارقا في مسيل وادي الحي .. و في أحد أيام شهر أكتوبر 1905 إستطاع ضابط فرنسي الفرار بجلده من الهرب عند إطلاق الرصاص من بنادق مصوبة من طرف 4 أفراد من بني مطهر عقب جولته في ربوع المنطقة في رحلة صيد لتأتي ردة الفعل بإلقاء القبض على المقاومين ليودعو سجن تادميت لأجل غير معروف و لم يشفع لهم الإعتذار كونهم كانوا يجربون بنادقهم في تداريب إستعدادية لسباق للفروسية و لم يخلى سبيل 3 منهم إلا بعد مضي سنتين سجنا ..
و بالرغم من الإحتلال بعين بني مطهر كانت شخصيات مطهرية تدبر الشؤون الأهلية للساكنة بتعاون وطيد من الغزاة الفرنسيين من فرقة أولاد الحيمر بدةار ، و الفقرة أبراهيم بن إبراهيم ، و بدوار أولاد قدور أحمر اللحية ، و بدوار أولاد داود بلقاسم بنقادة ، و بفرقة أولاد بنعيسى ، بدوار أولاد بنصر محمد بن طلحة ، و بدوار أولاد علي عدو ولد محمد قدور ، و بدوار أولاد أمحمد لحبيب ولد أحمد موسى ، و بدوار أولاد بنعبو محمد ولد محمد الماحي ، و بفرقة أولاد حمادي الجرابعة محمد بنهلو ، و بدوار أولاد الغازي الماحي ولد رمضان ، و بدوار لعواشير جلول بن موسى ..
إن العقلية السائدة على النرجسية الشديدة والتشبث بأهداب قبيلة واحدة كانت حائلا دون التوافق على قيادة واحدة تحاول أن تلم شمل السكان ، خدمة للصالح العام وتسهيلا للسلطات الحامية من القوات الفرنسية كي تنظم أوقات مهامها ،خاصة في لم المكوس على المنتفعين من المراعي الجماعية التي أصبحت تحت نظر القائمين بالشان السياسي العام ، وذلك رغم المحاولات التي قام بها محمد بن محمد بن الماحي ، على الأقل ليترأس الفرق الأربع لقبيلة أولاد بن عيسى .
وفي العام 1910 فرض أداء الزكاة والإعشار على جل القادرين على الإنفاق لتسهيل مأمورية الحكام الحقيقيين ، وأما سلطة المخزن فكانت حبراً على ورق و في خبر كان .
وبناء على قرائن دامغة او ملفقة ضد الشيوخ أحمر اللحية ومحمد بن الماحي وأمبارك بن هلو ، تم عزلهم لفتح المجال لتدشين عهد قيادة واحدة لكافة بني مطهر، في شخص الفقري حمو بن إبراهيم ، وذلك إبتداء من شهر نوفمبر 1912.
و بعد ذلك كيف بدأت تجليات العمران تضفي مسحة جديدة و رونق رائع على الأرض البطحاء التي تم الإستيلاء عليها شرقي الأحواض المائية ؟
فرقوا ما بين أصابعكم الثلاثة ، الإبهام والسبابة والوسطى لتهندسوا منازل الوافدين المحظوظين تشد بعضها بعضا في ثلاثة صفوف واطئة وسكتين من الأزقة بطول 8 متراً وبعرض 18 متراً ،
على غرار الخطوط التي يسطرها حرف المحراث في مزرعة الحضارة العصرية الراقية لمن له معرفة و كيفية التخطيط للمستقبل البهيج إعتمادا على العمليات الحسابية المحفوظة عن ظهر قلب .
العدد الإجمالي للساكنة كان 33 ، موزعين على الصورة التالية : 9 إسرائليين حديثي العهد بالجنسية الفرنسية – منهم 3 نسوة – 8 مسلمين ( جلهم جزائريون ) ، 7 فرنسيين ، 7 أجانب ( غالب الإفتراض أنهم إسبانيون ) - منهم 3 نسوة ـ وأجنبيين يحملان الجنسية الفرنسية ،( رجل وزوجته ).
وإذن فإن أزيد من ربع السكان كان يمثله نساء اللائي هن بمثابة مدخل الآمال المبهجة والمشاريع الواعدة ، وذلك في شهر يوليوز 1905 عقب عام واحد من حلول قافلة اليوطي التي قادها القائد بركنت بعد سماع صلصلة سنابك خيول اليوطي غازية لبلدة عين بني مطهر في 14 يونيو 1904 الغزاة محملين برايات تحمل اللون الأزرق الأحمر و الأبيض الملفتة للأنظار في المخيلة الفطرية للمتطفلين والمتسكعين والإخباريين .
وقد قفز عدد القطع السكنية من 32 إلى 50 قطعة في سنة 1906 ، منها توسعة المدرسة التي دشنت في أكتوبر 1905 الأولى على صعيد المغرب المحتل من قبل فرنسا لإستقبال الأطفال الإسرائيليين والمسلمين و الفرنسيين .
أضف إلى ذلك المركز البريدي الذي أحدث سنة 1906 بمصاريف 7438 فرنكا ، مرتبط أساسا بالمؤسسات الجزائرية كما كان الشأن بالنسبة للمنظومتين الإدارية والعدلية التي تتحكم فيها السلطات المتمركزة بمدينة مشرية .