الأستاذ بوعزة مجدوبي


الأستاذ بوعزة مجدوبي

المصدر : مولاي عبد الحميد إسماعيلي

الأستاذ بوعزة مجدوبي إبن القاضي السي علال ، خريج جامعة القرويين بفاس ثم إندمج بسلك التعليم الإبتدائي ببرقنت ثم عين خليفة للقائد بنفس البلدة . حلو المذاكرة ولطيف المعاملة إلا في حالات جد إستثنائية. وافته المنية في سنة 2006. نشاطر مواساة من يترحم عليه .

أبنائه

مراد

****************************

قيل عنه

رحمك الله يا أستاذي الكريم وأدخلك فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا

رحمه الله كان معلمي في المدرسة الحسنية بعين بني مطهر جازاه الله خيرا

أول معلم درست عنده بالتحضيري.1967 . لاتفارقني صورته ٬ من أطيب خلق الله . رحمه الله

****************************

رمضان بنسعدون

مجدوبي بوعزة كان موسوعة علمية يتسم بالحكمة قل نظيره

مجدوبي بوعزة رحمه الله كان وطنيا و إنسانا صادقا بحيث سجنه المحتل الفرنسي بعد أن ضبطه يخطب بمدرسة الوطنيين الحسنية بعين بني مطهر لنصح المقاومين و حبك الخطط ضد فرنسا الإمبريالية فإنتهز فرصة الإنسلال ففر هاربا إلى مكناس حيث تابع دراسته هناك .. لكن المستعمر ألقى عليه القبض و زج به في سجن عين بني مطهر الذي كان بجانب مدرسة عبد الواحد المراكشي فعانى داخل السجن من شتى ضروب التنكيل و التعذيب قرابة عشر سنوات .. و خلال إستقلال بلادنا قام بأنبل مهمة تعليم الأجيال نلت نصيباً من التلقين لديه في قسم التحضيري .. و بالرغم من أنه كان رجل سلطة في أعقاب مغادرته لسلك التعليم

فإنه كان يخدم مصالح المواطنين في سبيل الله .. و ذات يوم كان بمعية بعض معارفه في طريقهم لزيارة القبور بمقبرة المولى عبد القادر الجيلالي فحاول أحدهم محاورته عن عدم مساعدة الكثيرين من معارفه في الإستفادة على سبيل المثال من بقع أرضية فلم يمكنه من الإجابة إلا بعد أن إلتفوا حول قبر أحد من ذويهم فأجابه السي بوعزة بما يلي "إنصتوا جيدا ها هي البقعة التي يمكن للإنسان التفكير فيها ذات واجهات أربع .. و كان رحمه الله لا يفكر في الإمتيازات و لم ينل أياً منها .. ترك وراءه منزله الذي كان يقطنه و معاش زوجته و العلم الذي تركه من خلال مكتبته التي يستفيد منها كل قارىء لكتاب فيها و إبنه الذي يدعو له ..

كان المرحوم بوعزة صديقا لي في أيام حياته الأخيرة خلال بداية الألفية الثالثة و كنت أجالسه كونه حافظ لكتاب الله و كان بحق موسوعة علمية فريدة من نوعها نهلت من معينها عبر المرحوم بوعزة مجدوبي تعلمت منه الكثير من المزايا و الفضائل و الحكم كان بحق حكيما في حديثه و في نكته و كان إنسانا مرحاً و ذا نكتة و علم و كنت قد وجهت له سؤالا غداة إنهيار برحي التجارة العالمي عن كيف يرى ذلك الحدث الرهيب فأجابني دون مقدمات و لا سابق تفكير قائلا " و كم أهلكنا من قرون من بعد نوح "

فذهلت لنباهته و فطنته و لباقته في الحديث و نبهني بأن أخطر شيأين يمكن للمرء أن يحتاط منهما ألا و هي اليهود و النساء ٬ و حدثني عن المرحوم بوشتى أحد رموز عين بني مطهر في الكلام الحكيم الذي سأل بوعزة قائلا له أردتك أن تجيبني عن سؤال حيرني " لماذا سمى الله اليهود و النصارى " فلم يجرء المرحوم بوعزة على إجابته فقال له لم أجد تفسيرا لهذا فقال له و هل لديك معرفة عن ذلك أفدنا فقال له بوشتى أنا أرى أن الله سماهم بالنصارى لأنه نصرهم كونهم ديمقراطيون

و يتعاملون مع الإنسان وفق ما أقره الله في الكتاب و السنة كان ينقصهم فقط الشهادتان و إتباع الإسلام .. و كنت قد قدمت له سؤالا خلال مجالستي له عن سيطرت اليهود على العالم و على عصب الإقتصاد العالمي و الهيمنة على العرب فدلني على كتاب إسمه " بروتوكولات حكماء صهيون " قال لي عنه أن اليهود يستغلون هذا الكتاب في خلال مخططاتهم التي ينهجوها و لو تقع حتى على مدى قرن من الزمن .. مجدوبي بوعزة رحمه الله و أكرم مثواه الجنة كان إنسانا حكيما رزيناً و فاعل خير ..

****************************

Rachid Mhayi

السجن من طرف المستعمر مفخرة ما بعدها مفخرة . كانت لي عند معلمي السيد بوعزة علاقة خاصة بحكم علاقته بجدي وأبي وكان يلقبني بخيي. درست عنده السنة التي تولى فيها منصب الخليفة. كان خفيف الظل مرحا حنونا بتلاميذه ، لم يقس علينا ولو مرة واحدة بخلاف المعلمين الآخرين قساة القلوب. رحم الله الرجل وأسكنه فسيح جناته

****************************

Jil Mhan

أخي رمضان

ليس لذي إضافة أكثر فيما قيل في حق هذا الرجل العظيم سوى هذه النبذة

المقتطفة من حياته :

مجدوبي أبو العز ينحدر من عائلة محافظة تلقى تكوينا أصيلا باللغة العربية في عهد الحماية. إنخرط في المقاومة صغيرا . و كان يتحلى بروح المواطنة الصادقة ، إنضم إلى المعارضة وهو مقتنع بمبادئها و تحمل المعاناة التي كانت تلاحق المعارضين آنذاك .

بدأ حياته المهنية في التعليم ، ربى الناشئة التربية الحسنة و أعتبر أبا روحيا لأجيال .

إلتحق بوزارة الداخلية و تولى منصب خليفة وقد أبان خلال ممارسة مهامه أنه رجل المرحلة و أداها بنزاهة و ثبات . كان سريع البديهة و كان يرد بذكاء على محدثيه أو حتى على منتقديه وله مستملحات في وصف مواقف و حالات ناذرة بأسلوب لا يخلو من السخرية و الإستهزاء .

وأخيرا نسأل الله عز وجل أن يجدد عليه الرحمات.

****************************

تاريخ النشر : 2017/11/11 م