السي عبد الله بلحبيب رحمه الله


السي عبد الله بلحبيب رحمه الله

مولاي عبد الحميد إسماعيلي

السي عبد الله بلحبيب ( مول الكار ) أشهر سائق حافلة كانت تربط عين بني مطهر بوجدة .. أو كما كان يطلق عليها "البراكمة" كار حيدة أو كار برڭم والذي كانت محطته بشارع مراكش Garage figuigue

*******************************************

قيل كذلك

عبد المجيد بنطيب

الحاج عبد الله رحمه الله إشتهر وهو يزاول مهنته الشريفة هذه بأمرين ... الأول إحترامه "الياباني" للتوقيت أي أنه لا يزيد أو ينقص من توقيت المغادرة ولو دقيقة حتى ولو تعلق الأمر بشخصية ما .......

الأمر الثاني وهو الأهم أنه طيلة الثمانين كلم ذهابا صباحا الى وجدة ومثلها إياباً إلى عين بني مطهر وطيلة سنوات خدمته الطويلة والتي لم يحصل فيها على عطلة سنوية إلا يومي عيد الفطر وعيد الأضحى لم يكن ليترك تلميذا واحدا يمشي في الطريق مهما بلغت شدة "رجال الدرك الملكي" .. بل كان أحيانا يتحمل تحذيراتهم ووعيدهم لليعاود الكرة في اليوم الموالي ...

كان يحدث هذا على طول الطريق ,إبتداء من عوينت ريان الى قنفوذة وسيدي بولنوار والكروازمة ديال جرادة وديال تويسيت ... يتحمل عناء إيقاف الحافلة المتهالكة يصعد التلاميذ الأطفال ليوصلهم إلى أقرب نقطة لمدرستهم أو لمنازلهم في طريق العودة ....

قد يكون من أوائل الذين مارسوا النقل المدرسي في المغرب لكن بشكل تطوعي وبدون ملل ولا تذمر حتى ....

كثيرون ,منهم أساتذة وأطباء وأطر من شملهم هذا العمل و" إستفادوا " منه , وبينهم من ثابر على زيارته دوما إعترافا وإمتناناً لما أسداه لهم ...

السي عبد الله مول الكار لم يلجأ الى تصوير عمله هذا ولم يؤرخه في تقرير ما .. هو كرم منه إبتدأه بعفوية فطرية تدل على شهامة الرجل وكرمه وطيبوبته ...

السي عبد الله بدوري لا أملك لك سوى دعوتي الخالصة لله بالرحمة والمغفرة والثواب .. ولتسكن روحك بسلام الى بارئها .......

*******************************************

السي عبد الله السائق الشهير للحافلة الحمراء (الكار لحْمر) التي كانت تقل المسافرين بين عين بني مطهر ووجدة منذ السبعينات إلى حين تقاعده، ولعل جيلي لاينسى هذا الرجل الطيب الذي أسدى خدمات جليلة لكافة الطلبة من خلال حسن تعامله معهم ومرونته معهم والتسامح معهم، خاصة تلاميذ منطقة قنفودة الذين إحتضنهم السي عبد الله وكان يتوقف كثيرا بين جرادة وقنفودة ليوصلهم إلى المدرسة الوحيدة التي كانت متواجدة في قلب قنفودة وبالمجان.

رحمك الله السي عبد الله وجعل ماأسديته من خدمات في ميزان حسناتك.

*******************************************

رمضان بنسعدون

عبد الله بلحبيب أب التلاميذ المتمدرسين

عبد الله بلحبيب سائق حافلة حمدي حيدا و ورثة فوقلة الطيب، كان يجوب بها براري النجود العليا بدون كلل أو ملل

كان يحملنا الى حيث ندرس أمام بوابة ثانوية البكري بوجدة و كان ينصحنا على المثابرة في الدراسة متحملا عناء أيضا بتنقيل أبناء المداشر على الطريق الوطنية يوقف الحافلة ليصعد التلاميذ الصغار ليوصلهم الى مدارسهم صباحاً و حين العودة لمنازلهم مساء ... بإعتباره أنه من الذين ساهموا في التنقيل التلاميذ للمدارس كان عبد الله ولد تاتا كما كان يناديه أباؤنا أبا لتلاميذ عين بني مطهر الذين كانوا يدرسون بوجدة كان يتحمل عبء مشاكلهم في الدراسة يوصل من تعطل أو تغيب و كان يمكننا من أغراضنا كلما إحتجنا لذلك..

عبد الله بلحبيب رمز النقل بعين بني مطهر كلما ذكر النقل في الحقبة السبعينية إلا و ذكر السي عبد الله ..

رحم الله عبد الله بلحبيب و أسكنه جنة الفردوس من منبري هذا أتقدم بأحرّ التعازي إلى أبنائه مجمد و عبد المجبد و عبد الجليل و هشام و كل معارفه و ذويه

*******************************************

اليوم الخميس 7 مارس 2019 قبيل صلاة الظهر إنتهت رحلة السي عبد الله بلحبيب مول الكار.... ودعنا الى دار البقاء إلتقيت بالجيلالي ولد السي رحال وأنا ذاهب الى المسجد لصلاة الجنازة على محمد عبيد المعروف بهوندو ... قلت الجيلالي يظهر لي أن وجهك مغير قال لي منذ هنيهة إلتقيت مع السي عبد الله مجرد واحد خمس أو عشر دقائق وقد سمعت أنه ذهب لمنزله وتوفي للتو.... ولما كُنا في المقبرة لدفن المرحوم محمد عبيد الكل كان يتكلم عن موت السي عبد الله المفاجيء فإنا لله وانا اليه راجعون.... اللهم إرحمه ووسع عليه هو الآخر شخصية برڭمية عرفه الكبير والصغير الغني والفقير إنه أيضا تاريخ يتكلم ... حيث كان ينقل المسافرين من وإلى وجدة في السبعينات والثمانينات لدرجة أن الحافلة أصبحت تنعت بإسمه .... كار السي عبد الله ...

*******************************************

منصف بوعياد يرثي عبد الله "مول الكار" بكلمات شاعرية

بينما الجمع يهم لولوج مسجد فتح بحي أحد ظهيرة يوم السابع مارس لأداء صلاة الظهر و صلاة الجنازة على جثمان الممثل العالمي محمد هوندو و نزل نبأ وفاة عبد الله بلحبيب المفاجئ كالصاعقة على محبيه.. الذين شاهدوه ذاك الصباح هو في حال جيد بالفيلاج و هو يتناول الشاي مع رفقاءه و كان بدوره يستعد لحضور جنازة ولد بوجمعة الممثل ..

من ذا من سكان بلدة عين بني مطهر شيبها و شبابها لا يعرف أى يسمع ب "السي عبد الله مول الكار" و قد إستعدت شريط الذكريات و لاحت لي صورته في سبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي التي لا تزال عالقة و مرسومة في ذهني ومخيلتي بهندامه الأنيق و صرامته المعهودة أتذكره جيداً و أنا طفل صغير حينما كان يمتطي الحافلة بهمة عالية عبر الباب الأمامي و يتربع على مقودها ينطلق يخيل إليك أنه يكاد يصطدم بمخبزة المير .. لكن هيهات هيهات ما هي إلا ثواني معدودة و الحافلة تأخذ مسارها الإعتيادي عبر الطريق الوطنية رقم 17 صوب وجدة . ليلة السابع و العشرين من رمضان من تلك الفترة الثمانينية كان يحرص أشد ما يكون الحرص على قصعة الطعام إذ كانت قصعة دار السي عبد الله متميزة فالرجل رحمه الله كانت علاقته وطيدة بالمسجد العتيق و بفقهاءه من أمثال سي عبد الرحمان التايك و الحاج عبد المالك و الحاج رزيقي ..

هي ذكريات لا زالت يختزنها عقلي الطفولي عن الحاج عبد الله مرت أربع عقود و الرجل ما زال مما عهدته محافظا على رشاقته و أناقته و أسلوبه الحياتي الصارم في الكلام لكن تلك الصرامة كانت تحمل بداخله قلباً من الحنان يتسع لحب كافة أبناء البلدة و كان داءم الحيرة و السؤال عن الأحوال و عن العائلة كان يحمل قيما إنسانية نبيلة هي سائرة للإندثار في وقتنا الراهن .. الحاج عبد الله مول الكار لم تفقده فقط عائلة بلحبيب و بنطيب و إنما فقدته البلدة برمتها لأن خبر وفاته تردد على جميع الألسنة .. فيكفي هذا شرفاً لأبنائه و الذين أتقدم إليهم عبر هذا المنبر بأحرّ التعازي الحارة في فقدان هذا الأب الأصيل فمن ترك خلفه رجالاً من كينة محمد مجيد عبد الجليل و هشام أبدا لن تموت ذكراه و لن تموت خصاله رحم الله الفقيد و أكرم مثواه الجنة.. إنا لله و إنا اليه راجعون.

*******************************************

كان السي عبد الله رجلا طيبا يسعى للخير و يقضي حوائج الناس و أحسن عملا ميزه عند توجهه إلى مدينة وجدة و مرورا بعين الذروة 33 يحمل معه تلاميذ المنطقة إلى ݣنفودة من بين أولائك التلاميذ مهندسون و أطباء و أساتذة و و و . يحكى ذات مرة كان السي عبد الله مريض فتوجه إلى مستشفى إبن سينا بالرباط للعلاج و بينما هو في طابور الصف ينتظر دوره حتى تقدم له أربعة أطباء فسألوه عن إسمه فأجابهم فطلبوا منه مرافقتهم إلى بيت الفحوص ففحصوه من ألف إلى الياء bilon général

فإندهش السي عبد الله فسالهم: كيف أخذتموني من بين جميع المرضى و قمتم بفحصي من جميع الأمراض فأجابه أحدهم : يكون الخير أسي عبد الله. و عند إنتهاء الفحوص و تخصيص له جميع أدوية و جمعها طلبوا منه مرافقتهم عند رئيس القسم المكلف. عند جلوسه في مكتب الطبيب المكلف رفقة الأطباء سأله عن أحواله و صحته فطمأنه. إنبهر السي عبد الله المعاملة الطيبة و حسن الإستقلال و الكرم فسأل السي عبد الله الطبيب المسؤول : يا ولدي علاش هزتوني من بين الناس ودوزتوا و فحصتوني و درتي لي راديوات و أعطيتوني الدواء و أنا جئت على ألم واحد؟

في تلك اللحظة تبسم الدكتور المسؤول و قال : السي عبد الله خيرك سابق، واش كتعقل على تلاميذ لي كنت تجيبهم من 33 إلى مدرسة ݣنفودة منين تكون جاي في الحافلة من برݣم إلى وجدة؟

فأجابه السي عبد الله هاذوك ولادنا و ظروفهم صعبة

فأجابه الدكتور بكل فخر و حب وكبرياء : أنا واحد من هاذوك التلاميذ

النصيحة ديروا الخير و نساوه.

رحم الله السي عبد الله و أدخله فسيح جناته. اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم

*******************************************

كم كان خلوقا طيبا وبشوشا ، كنا نسافر معه للدراسة أو لخوض مباريات أشبال الظهرة بأمان لأنه كان بمثابة الراعي الأمين، أنه رمز من رموز مدينة عين بني مطهر، وهو بمثابة تاريخ لحقبة معينة من زمنها.

*******************************************

السي عبد الله بلحبيب رحمه الله صاحب المبرات عند الناس والمتعهد بمواصلات التحبب والعناية لدى الأقارب والأباعد في الواجبات الأخلاقية.

*******************************************

رمضان بنسعدون

عين بني مطهر أيام زمان: كار عبد الله
من من أبناء عين بني مطهر لا يتذكرون "كار عبد الله" الذي كان يكفي ساكنة البلدة في قضاء مآربها عبر حاضرة المغرب الشرقي منذ الإستعمار إلى غاية منتصف تسعينيات القرن المنفلت و لم يكن عمله يقتصر فقط بين عين بني مطهر و وجدة بل كان يتعداه إلى كولومب بشار بالجزائر مروراً عبر فيجيج إلى جانب "كار بني يزناسن" كما أننا كنا ننتظر قدوم كار عبد الله كل مساء لأنه كان يحمل لنا الجديد عبر جريدتي" العلم "و"الإتحاد الإشتراكي".. فأين نحن من تلك الأيام الخوالي .. رحم الله السي عبد الله

*******************************************

من مرافقي أو ( معاوني ) السي عبد الله رحمه الله الميلود بلحاجي و جلول

تاريخ النشر : 2020/01/01 م