سقوط عين بني مطهر في قبضة الإحتلال الفرنسي
المصدر : رمضان بنسعدون
تاريخ النشر: 2017/06/14
قرن و 13 عاما على سقوط عين بني مطهر في قبضة الإحتلال الفرنسي
في مثل هذا اليوم 14 يونيو 1904م سقطت عين بني مطهر في قبضة الإحتلال الفرنسي بعد أن كانت عيون فرنسا شاخصة على المغرب من البوابة الجزائرية من خلال حملة إستكشافية في العام 1875 من طرف هنري ، فغزتها قافلة عسكرية بقيادة الجنرال اليوطي قادما من عين الصفراء التي كان حاكما فيها .. و عقب إستبدال إسم البلدة الحقيقي ب"بركنت" من طرف اليوطي لطمس هويتها كان الغرض من ذلك ضم عين بني مطهر للتراب الجزائري في العام 1906 و دافع عنها في مؤتمر الجزيرة الخضراء بإسبانيا الملك عبد العزيز فاسترجعها لحضيرة الوطن الأم في العام 1910 بعد مفاوضات طويلة...
فقامت السلطات الفرنسية ببناء مدرسة بركنت في العام 1905 كأول مؤسسة تعليمية بالمغرب في الحقبة الإستعمارية و الكثير من المرافق آنذاك و عرفت عين بني مطهر أول تصميم مديري بالمغرب كنواة أولى لتاسيس المدينة و كانت البلدة في تلك الفترة تعرف رواجا تجاريا منقطع النظير بفضل التجار الفاسيين البناني و آخرين و اليهود ( كاطا ـ ادريزي لعرج ـ بامي ـ يوسف... ) فبُنيت أول مؤسسة للجمارك في العام 1916 على أساس تلك التي بناها الحسن الأول في العام 1880 اين نشطت بيع الأغنام بين المغرب و الجزائر .. لكن بالرغم من كل هذا لم نعثر على أي كتاب تاريخي يتطرق لدخول الإحتلال الفرنسي إلى المغرب بداية من عين بني مطهر في العام 1904م بل هناك كتب تاريخية تتحدث عن إحتلال وجدة عام 1907 و إحتلال الدار البيضاء عام 1909 إلى أن أعلن المغرب تحت الحماية الفرنسية في العام 1912 ..
و في ذات السياق فإن عين بني مطهر كانت تسمى "باريس الصغيرة" في التاريخ الإستعماري بالمغرب حيث كانت عين بني مطهر تتوفر على كل المرافق و المؤسسات من جمارك و درك و شرطة و بريد و مستشفى و محطة للقطار و مركز فلاحي ومسبح و ملعب لكرة القدم و آخر للتنيس و الدراجات و حلبة للفروسية و ألعاب القوى و سوق أسبوعي بُني بسواعد المقاومين السجناء و كنيسة "نوتردام" التي لا تزال شاهدة على مرور الفرنسيين من هذه البوابة و غيرها لم تحض بها في تلك الفترة حتى وجدة و الدار البيضاء ..
لكن تلك المؤهلات إندثرت مع الزمن نظرا للتهميش و اللامبالاة .. إلى ذلك لم تعرف عين بني مطهر أي ملمح من ملامح التمدن و التطور نظرا للإقصاء و التهميش من طرف الجهات المسؤولة كون أن عين بني مطهر لها من المؤهلات الطبيعية ما يجعل منها قطبا إقتصاديا في الجهة الشرقية ( ثروتين مائية و حيوانية و غيرها ) .. من أجل تحجيم دورها كمدينة سائرة في طريق التنمية لكي لا تضاهي مناطق أخرى في ذات التفاعلات الإقتصادية ببلادنا ..